حول الفوضى والاختلال والمرأة في الحيِّز العام: وضع الشارع في القاهرة ومقتل «فتاة المعادي» و«دكتورة حيّ السلام» العزباء
في هذا المقال، تستخدم نهال المليجي فوضى «الشارع» في القاهرة، وتقلّباته، ووحشيته المُحتمَلة، لتحليل مقتل امرأتَيْن من القاهرة، قُتلت الأولى في تشرين الأوّل/أكتوبر 2020 والثانية في نيسان/أبريل 2021
To cite this paper: Nehal Elmeligy,"حول الفوضى والاختلال والمرأة في الحيِّز العام: وضع الشارع في القاهرة ومقتل «فتاة المعادي» و«دكتورة حيّ السلام» العزباء ", Civil Society Knowledge Centre, Lebanon Support, 2021-12-01 00:00:00. doi: 10.28943/CSR.005.006
[ONLINE]: https://civilsociety-centre.org/paper/حول-الفوضى-والاختلال-والمرأة-في-الحيِّز-العام-وضع-الشارع-في-القاهرة-ومقتل-«فتاة-المعادي»-وفي يوم صيفي حار بين عامَيْ 2012 و2015، لم أنظر إلى جانبَيْ الطريق قبل عبور التقاطع بسيّارتي، في القاهرة؛ كنتُ في بداية العشرينات من عمري، وما زلت مبتدئة في القيادة. وعندما انعطفت بسرعة إلى اليمين، اصطدمَتْ سيّارةٌ قديمة وقوية بسيّارة أهلي ذات الهيكل الركيك من نوع رينو، فدخلتُ في حالةٍ من الصدمة واستشاط السائق الآخر غضبًا، وكانَ غضبُه مُبرَّرًا بالطبع. اتّصلتُ بوالدتي طلبًا للمساعدة، فاتّصلت بدورها بعمّي إيهاب المعروف بحنكته في الشارع ومهاراته الدبلوماسية. أتى مسرعًا لنجدتي، وفي محاولةٍ لتجنيبي من دفع تعويض للرجل المتقدّم في السنّ الذي ألحقت الضرر بسيّارته، أوضحَ قائلًا: «هذا شارعٌ، يا رجل، ولا سبيل لمعرفة مَنْ المُخطئ.» وفي إشارةٍ إلى فوضى حركة المرور في القاهرة، أي فوضى «الشارع» الذي يعجّ بالمارّة والدرّاجات وأكشاك الخضار، وتغيب فيه لافتات التوقُّف أو إشارات السير، كانَ عمّي يقصد أنَّ أيّ شخص قد يكون مخطئًا لأنَّ هذه الحوادث تقع مرارًا؛ فهذا شارعٌ، في نهاية المطاف. ولدهشتي، نجحَ بإقناع الرجل المتقدِّم في السنّ والمارّة على حدّ سواء؛ وسُمِحَ لي بالمغادرة.
في هذا المقال، أستخدمُ فوضى «الشارع» في القاهرة، وتقلّباته، ووحشيته المُحتمَلة، لتحليل مقتل امرأتَيْن من القاهرة، قُتلت الأولى في تشرين الأوّل/أكتوبر 2020 والثانية في نيسان/أبريل 2021. وعلى الرغم من أنَّ هاتيْن السيّدتَيْن لم تموتا بحادث سيّارة، لكنَّني أرى فوضى الشارع على أنَّها حالة غامرة تتوغّل إلى الحياة الاجتماعية في الأماكن العامّة وتُمثّلها. ومن أجل تقديم صورة أوسع عن حركة المرور في القاهرة و«الشارع» خارج إطار حادث السير الذي تعرّضتُ له، أستخدم وصف عالِم الاقتصاد والمخطّط المدني ديفيد سيمز (2010)، الذي يُصوِّر الفوضى المُربِكة والغامرة في القاهرة:
من الصعب أن أجد وصفًا للقاهرة، ولو قصيرًا، لا يستحضر مشاهد شبيهة بمعركة نهاية العالم بالنسبة إلى حركة المرور. بنظر الكثير من الزوّار العاديين، تحتلّ الشوارع المتشابكة المرتبة الثانية بعد أهرام الجيزة على قائمة المَعالِم التي تتميّز بها المدينة. فالزوّار ينصدمون من القيادة العشوائية التي تبدو وكأنّها قيادة انتحارية، ومن لامبالاة المشاة الهائمين، ومن التجاهل المتعمَّد على ما يبدو لقواعد المرور. (227)
يرسم سيمز صورة للحيِّز العام حيث يحصل كلّ شيء، وحيث يمكن أن يحدث أيّ شيء. وبنظر الزوّار، يُعَدّ هذا المشهد صادمًا وغير متوقّع وغير منطقي على ما يبدو. أمّا بالنسبة إلى أبناء القاهرة، فحركة المرور في المدينة ليست صادمة، لكنَّها مليئة دائمًا بالمفاجئات، وتحصد أرواح الناس في كلّ يوم. لا تقتصر فوضى شارع القاهرة على حركة المرور؛ بل تتجلّى أيضًا في تجارب المرأة اليومية في الحيِّز العام في القاهرة، الذي يشكّل الشارع جزءًا منه ورمزًا له.
يتناول هذا المقال مكانَيْن ضمن الحيِّز العام في القاهرة: الشارع والشقّة، وتحديدًا شقّة امرأة عزباء تعيش بمفردها. يُعَدّ الشارع مساحةً عامّة لأنَّه متاح للجميع، وليست له بوّابات ولا حدود؛ ولأنَّ ما يحدث في الشارع يراه الجميع. وفي حين تحتوي الشقّة على جدران ونوافذ وباب، إلَّا أنَّ وجود امرأة شابّة عزباء تعيش بمفردها هي ظاهرةٌ تتحدّى قواعد الاحترام الجنسي واللياقة الاجتماعية، وتخضع بالتالي هذه المرأة للمراقبة الدائمة، وتخضع تحرّكاتها لمراقبة جيرانها والبوّابين والمالكين وأصحاب المتاجر المجاورة. إذا كانت المرأة، ولا سيّما الشابّة، غير متزوّجة وتعيش وحدها، فهذا يعني أنَّها مُعرَّضة لـ«خطر» ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، الأمر الذي قد يجلب العار والفضيحة على نفسها، وعلى المبنى الذي تقطنه، وربّما على الشارع الذي يقع فيه المبنى.
تتعلّق قضية القتل الأولى بـ «فتاة المعادي»، وهي امرأة عادت إلى منزلها ليلًا من العمل، سيرًا على الأقدام. أمّا القضية الثانية فتتعلّق بـ«دكتورة حيّ السلام»، وهي امرأة تعيش بمفردها واستقبلت ضيفًا رجلًا في منزلها. لقد تعرّضتا للقتل، ويرجع ذلك جزئيًا، برأيي، إلى الطابع المتقلّب والوحشية القاتلة الناتجَيْن عن فوضى شارع القاهرة أو وضع الشارع. سأشرح هذا المفهوم بالتفصيل بعد أن أستعرض بإيجاز مجريات حادثتَيْ القتل.
فتاة المعادي
في يوم الأربعاء الواقع في 14 تشرين الأوّل/أكتوبر 2020، علَّقَ كلّ شخص مصري أعرفه تقريبًا على فيسبوك أو شاركَ منشورًا أو مقالًا عن الحادثة نفسها: امرأة مصرية تبلغ من العمر 25 عامًا وتُدعى مريم محمّد، كانت تسير مساءً في المعادي (يُفترَض أنّه من أكثر الأحياء أمانًا في القاهرة) - وأفادت بعض المصادر أنَّها كانت عائدة إلى منزلها من العمل - عندما قامَ رجلان - ثلاثة وفق بعض المصادر - بالتحرُّش بها لفظيًا من سيّارتهم (عثمان 2020). وعندما ردّت عليهم، حاولوا سرقة حقيبتها. لم يتّضح ماذا حدث بعد ذلك، ولكن تمكّنت مريم من التمسّك بحقيبتها حتّى عندما شدّها الرجال إلى السيّارة (إيجيبشن ستريتس 2020أ؛ بي بي سي العربية 2020). واصل المتحرّشان القيادة وسحباها على مسافة بضعة كيلومترات حتّى لاقت حتفها. أُلقي القبض على اثنين من الرجال وحُكِمَ عليهما بالإعدام، وبُرّئ الثالث (عبد الحميد 2020؛ إيجيبت إندبندنت 2020). لقد قرأت تقارير ومقالات متعدّدة باللغتَيْن الإنكليزية والعربية حول جريمة القتل هذه: يُفيد البعض عن وجود ثلاثة رجال، وليس اثنان، وأنَّهم لم يتحرّشوا بها: بل حاولوا سرقة حقيبتها «فحسب»، حسب ما أشارت إليه المعلومات بعد بضعة أسابيع من جريمة القتل (إيجيبشن ستريتس 2020ب). وحتّى لو ثبت عدم تحرّشهم بها، فإنَّ مسألة التحرّش وحرّية تنقُّل المرأة في المُدُن المصرية، وماذا/كيف يفكّر بعض الرجال ويتصوّرون، كلّ هذه العناوين تصدّرت وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار في مصر.
دكتورة حيّ السلام
في يوم الثلاثاء الواقع في 9 آذار/مارس 2021، استقبلت طبيبة تبلغ من العمر 34 عامًا، لم يُكشف عن هويتها لغاية الآن، ضيفًا رجلًا في شقّتها حيث تعيش بمفردها في حيّ السلام في القاهرة (إيجيبشن ستريتس 2021). قامَ البوّاب بإبلاغ المالك (وهو رجلٌ) بهذه الزيارة. ثمّ اقتحمَ رجلٌ من الجيران/أحد سكّان المبنى برفقة زوجة المالك شقَّةَ المرأة واعتديا عليها جسديًا، ما أدّى إلى سقوطها من شرفتها في الطابق السادس، فتوفّيت عند أسفل المبنى. ولكنْ، عُثِرَ على جثّتها خارج مبنى آخر في الحيّ نفسه (دبش وقراعة 2021؛ إيجيبشن ستريتس 2021؛ عثمان، 2021). وزعمت التقارير أنَّها دُفِعَت أو سقطت أثناء الاعتداء (بورك 2021). أُلقي القبض على الرجال الثلاثة، ولكنْ لم تُوجَّه إليهم أيّ تهم لغاية الآن (دبش وقراعة، 2021). نفى المالك تُهَم القتل، وادّعى أنَّ المرأة انتحرت لأنَّها كانت تمرّ بـ«أزمة نفسية» (دبش وقراعة 2021؛ إيجيبشن ستريتس 2021). أثارت هذه القصّة، على غرار قصّة مريم، غضب الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وندَّدَت رئيسة المجلس القومي للمرأة، مايا مرسي، بالجريمة عبر فيسبوك قائلةً إنَّ المجلس القومي للمرأة «يرفض كلّ أشكال العنف والبلطجة» (إيجيبشن ستريتس 2021).
أعود الآن إلى المنظور الذي أرى من خلاله حادثتَيْ القتل، أي وضع الشارع. يستخدم غسّان موسوي في كتابه، المواقف المعطِّلة: الاستشراق الفركتالي واستراتيجيات الغرابة في بيروت (Disruptive Situations: Fractal Orientalism and Queer Strategies in Beirut) (2020)، الكلمة العربية "الوضع" كوصف وكأداة تحليلية لفهم ما يحدث عندما تصبح عراقيل الحياة اليومية والعنف هي القاعدة في حياة المدينة. ويوضح أنَّ الوضع:
هو مصطلح عام وغامض، شاعَ استخدامُه في لبنان بعد الحرب الأهلية للإشارة إلى الظروف المتغيّرة غير المستقرّة في البلد التي تنعكس باستمرار على الحياة اليومية. فهو يُشير ببساطة إلى طرق سير الأمور، والترتيب المعياري للأمور والأحداث. لكنَّه يُولّد مشاعر الانزعاج المستمرّ، وترقُّب المجهول أو ما قد يحمله المستقبل، والقلق اليومي. (5)
أنا أستخدم مصطلح «الوضع» كعدسة تحليلية أُسلِّط من خلالها الضوء على «الوضع في الشارع» أو وضع الشارع، بالنسبة إلى النساء في مصر، سواء في القاهرة أو في مناطق حضرية أخرى، وأُصوّره على أنَّه متقلّب ومُسبِّب للقلق. ويوضح موسوي (2020) أنَّ الوضع أو وضع الشارع في القاهرة هو أيضًا «دائم العرقلة [...] ويحصل عندما يصبح الخارج عن المألوف أمرًا طبيعيًا» (6). بالفعل، فإنَّ شارع القاهرة الذي يشهد حركة مرور شبيهة بمعركة نهاية العالم، والذي أستخدمُه كأساس لمفهوم وضع الشارع، يُخلّ بحياة الناس اليومية، وتنقّلاتهم، وصحّتهم النفسية، وصبرهم، وراحة بالهم؛ إنَّه خارجٌ عن المألوف، لكنَّه أصبح القاعدة السائدة.
أستخدمُ مصطلح «الشارع» للدلالة على الحيِّز العام بالإجمال، الذي يشمل الشارع بحدّ ذاته. ويشمل وضع الشارع الأحداث اليومية الفوضوية والمميتة أحيانًا التي تُباغت النساء في الحيِّز العام في القاهرة. وفي ظلّ وضع الشارع الحالي، تتعرّض النساء اللواتي يتحدّين على ما يبدو المعايير المجتمعية السلطوية أو الطرق اللائقة للتواجد والظهور في الحيِّز العام، للمراقبة الدائمة أو التأديب أو التوبيخ من قِبَل الغرباء والمتفرّجين، ومعظمهم من الرجال. وضمن وضع الشارع، تدخل كلّ النساء على ما يبدو في ما يشبه التفاعل أو العلاقة شبه الاجتماعية مع عامّة الناس، حيث يمنح المتفرّجون لأنفسهم الحقّ في المراقبة والنظر وإطلاق الأحكام والتدخُّل في حياة المرأة لأنَّها لا تتقيَّد علنًا بالتقاليد الاجتماعية المعيارية من خلال ملابسها أو سلوكها أو طريقة عيشها.
يُجسِّد وضع الشارع في القاهرة مفهوم الاختلال بكلِّ ما للكلمة من معنى. تلجأ نساء كثيرات في القاهرة إلى مواجهة هذا الاضطراب يوميًا، فيلجأن إلى استراتيجيات أو «ممارسات تفاوضية» من أجل البقاء (موسوي 2020، 6). ويكتب موسوي قائلًا إنَّ الوضع «هو طريقة لوصف زمن الغرابة»، وكيف يضطرّ بالتالي بعض الناس إلى استخدام «أساليب أو استراتيجيات غريبة» من أجل البقاء «في ظلّ هذه الظروف المضطربة.» تُشير «أساليب الغرابة» هذه، وفق موسوي، «إلى فهم موسَّع للغرابة لا يرتبط بالضرورة بهويات أفراد مجتمع الميم، بل بممارسات التفاوض بشأن الحياة اليومية» (2020، 6). ما قد يبدو «طبيعيًا» للبعض يُشكِّل حرفيًا حياةً غريبة بالنسبة إلى الآخرين.
فتاة المعادي ووضع الشارع
في الشارع، تُواجه المرأة دائمًا احتمال أن يُمسِك رجلٌ بثديَيْها، أو يصفع أردافها، أو يشدّ شعرها، أو يقول لها كلامًا بذيئًا، أو أسوأ. قُتِلَت مريم لأنَّها كانت تسير إلى منزلها، وهذا أمر خارج عن المألوف على أقلّ تقدير؛ ولكنْ للأسف، يندرج شيئًا فشيئًا مقتلها في خانة «الطبيعي» لأنَّها امرأة في شوارع القاهرة.
تُعطي أساليب الغرابة التالية أمثلةً على تفاوض نساء القاهرة، ومن بينهنّ أنا، باستمرار بشأن وجودنا اليومي ضمن إطار وضع الشارع. يبدأ الأمر قبل مغادرة المنزل: هل أمشي أم أستقلّ سيّارة أجرة؟ هل أستقلّ المترو أم أقود السيّارة؟ يُحدِّد قراري ما أرتديه، ومتى يمكنني مغادرة المنزل، ومتى يمكنني العودة إلى المنزل. هل سمّاعاتي جاهزة؟ وعندما أصبح في الشارع، يجب أن أبقى حذرة، فأقول لنفسي: «خلّي عينيكي في وسط راسك».[1] هل هناك رصيف أستطيع السير عليه؟ هل هناك رجال على الرصيف؟ هل هناك رجال يجلسون في القهوة؟ هل لديّ الوقت الكافي لأسلك الطريق الطويل من أجل تجنُّبهم؟ ما عدد الرجال الذين يتسكّعون بالقرب من كشك الشارع اليوم؟ لسوء الحظّ، أنوار الشارع مطفأة هنا، سأستدير. هناك رجال في السيّارة إلى جانبي؛ يجب أن أخفض صوت الموسيقى إذا توقّفنا عند إشارة المرور حتّى لا يحدّقوا أو يعلّقوا. يُحدِث وضع الشارع اضطرابًا في عواطفنا ومعنوياتنا وحياتنا اليومية وتنقُّلنا وثقتنا بالرجال وخططنا المستقبلية وراحة بالنا. والأسوأ من ذلك، قد يسلبنا وضع الشارع حياتنا.
مع ذلك، يُقلِّل عدد كبير من المصريين من أهمية وضع الشارع وكيف يؤذي النساء، ويركّزون على ما تفعله النساء أو ما يرتدينه لإلقاء اللوم عليهنّ وتحميلهنّ مسؤولية الأذى الذي لحقَ بهنّ. تَظهَر عيّنةٌ من هذا المنظور من خلال منشورَيْن على فيسبوك كتبهما رجلان مختلفان عن مريم، وتمّ تداولهما على نطاقٍ واسع. في المنشور الأوّل (الصورة 1) الذي تمّت مشاركته 1800 مرّة، قالَ يوسف هلال[2]: «حجاب مع بنطلون ضيّق ومستحضرات تجميل، طبيعي كان يحصل فيها كدا، الشباب ضاق بهم الحال.» وفي المنشور الثاني الذي تمّت مشاركته 2300 مرّة، قالَ محمّد نجوم[3]:
أنا مش مع الكلاب اللي بهدلوا بنت الناس [...] لكن النقطة اللي هعقب عليها: تخيلي لو الأخت اللي توفت رحمها الله مكانتش بتشتغل وقعدت في بيتها مكرّمة! كان ممكن جدًا ما يحصلهاش كده أو عالأقلّ مكنتش تروح متأخّر كده.
يُبرِّر الرجلان وضع الشارع، ومقتل مريم بطريقتَيْن مختلفتَيْن. في المنشور الأوّل، اعتبرَ هلال أنَّ ملابس مريم ومكياجها يُثيران الاستفزاز، على الرغم من ارتدائها الحجاب. يتبع في حجّته المنطق التالي: لدى الشاب رغبات جنسية مكبوتة؛ يرى الشاب امرأة «مستفزّة»؛ فيقوم هذا الشاب بقتل هذه الشابّة «المستفزّة»؛ وتستحقّ هذه الشابّة ما حصلَ لها، لأنَّها كانت «تستفزّ» الشاب. ماذا كانَ ليقول لو لم ترتدِ الحجاب؟! أمّا في المنشور الثاني فيتساءل نجوم عن سبب مغادرة المرأة المنزل أصلًا. لماذا عليها أن تعمل؟ تحافظ المرأة على كرامتها من خلال البقاء في المنزل، على ما يبدو. وفي حال اضطرّت إلى مغادرة المنزل، لماذا ظلّت في الشارع حتّى وقتٍ متأخّر؟ تستمرّ سردية إلقاء اللوم على الضحية بثبات مهما حدث.
بحسب خبرتي كامرأة من القاهرة وكباحثة في تجارب المرأة ومقاومتها في الحيِّز العام في القاهرة، يرى (الكثيرون من) الرجال المصريين أنَّ الحيِّز العام هو «عالمهم» الخاصّ (المرنيسي 2003، 138). ويعتبر بعض الرجال أنَّ مجرّد ظهور المرأة في الأماكن العامّة، أو مظهرها «البارز جدًا أو الجريء أو غير اللائق» - الصوت العالي أو ارتداء ملابس فاضحة أو ألوان زاهية أو تدخين سيجارة أو الخروج في وقت متأخّر أو بعد حلول الظلام أو حتّى طول القامة - بمثابة تعدٍّ على ميدانهم. ويؤدّي ذلك إلى تقييد شديد لحرّية المرأة وتنقّلها وقدرتها على الظهور كما تشاء في الأماكن العامّة، ويُعرِّضها لخطر نفسي وجسدي مُحتمَل. في بعض أحياء القاهرة، تلتفت الأنظار إلى المرأة التي لا ترتدي الحجاب أو ملابس محتشمة، وقد «تستفزّ» بالتالي الرجال والنساء الذين لا يكتفون بمضايقتها فحسب، بل يعلّقون أيضًا على ملابسها أو أخلاقها. وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ النساء مثل مريم، اللواتي يرتدين الحجاب، ما زلن يتعرّضن للمضايقات اللفظية والجسدية. ويدفعني ذلك إلى تأييد بعض المصادر التي أفادت أنَّ المتحرّشين قتلوا مريم في النهاية لأنَّها «ردّت عليهم»، وليس بسبب مكياجها الاستفزازي وسروالها الضيّق (إيجيبشن ستريتس 2020؛ عثمان 2020).
كتبت الباحثة النسوية الأميركية من أصل أفريقي «بيل هوكس» (1989) أنَّها عندما نشأت كطفلة وعاشت كامرأة في مجتمع جنوبي أسود يُهيمن عليه الذكور، اعتُبرت «الإجابة بوقاحة» و«الردّ» على الرجال عملًا شجاعًا ينطوي على «التحدُّث على قدم المساواة مع رمز من رموز السلطة [...] أو التجرّؤ على مخالفة الرأي [أو] مجرّد إبداء الرأي. أمَّا التحدُّث من دون أن يكون الآخر قد وجَّه الحديث إلينا فكان يُعتبَر [...] عملًا خطيرًا وجريئًا» (5). بالنسبة إلى هوكس، يُشير الردّ إلى تحوُّل "المظلومين، والمستعمَرين، والمستغَلّين، والأشخاص الذين يتكاتفون ويُناضلون جنبًا إلى جنب" من خاضع إلى فاعل (هوكس، 1989، 9). وبعبارات أخرى، ترى هوكس أنَّ «الردّ» على السلطة هو رفضٌ للهيمنة، أو تحدٍّ للقامع. وهذا تحديدًا ما فعلته مريم: كانَ ردُّها على المتحرّشين بها تصرُّفًا جريئًا وخطيرًا. فتحوّلت من موضوع تحرُّش متصوَّر إلى فاعل مقاوم وله صوت، فكلَّفها ذلك حياتها. وأرى أيضًا أنَّ ردَّ مريم كانَ موجّهًا إلى فوضى وضع الشارع وتقلّباته. تتدفّق فوضى شارع القاهرة بين سيّاراتها وحافلاتها والتوك توك والميكروباصات والدرّاجات، وتتسرّب بين الناس في الشارع والعلاقات التي تجمعهم. ربّما شكَّلَت إجابة مريم تعبيرًا عن المقاومة والاستياء من الحالة السائدة في شارع القاهرة، حيث يحصل كلّ شيء، وحيث يمكن أن يحدث أيّ شيء. كانت بمثابة ردّة فعل واستنكار صريح للعراقيل التي تعترض عودتها الاعتيادية من العمل. وعلى الأرجح، لم يكن ذلك أمرًا جديدًا بالنسبة إلى مريم، ولكنْ هذا لا يعني أنَّها تقبّلته كحقيقة من حقائق الحياة الاجتماعية العامّة.
دكتورة حيّ السلام ووضع الشارع
«ردّت» دكتورة حيّ السلام على النظام السلطوي بدلًا من «التفاوض» معه، على غرار ما تفعله كلّ النساء اللواتي يعشن بمفردهنّ في القاهرة، ولا سيّما في أحياء الطبقة العاملة حيث قد لا يحظين بحماية طبقتهنّ الاجتماعية (كانديوتي 1988). تُعرِّف هوكس «الردّ» كعمل من أعمال المقاومة النسوية القائمة على المواجهة والتمرّد. بالتالي، قد يرمز «الردّ» إلى كلّ الأعمال الجريئة التي تقوم بها النساء والتي تتحدّى الهيمنة السلطوية. وكما رأينا مع مريم، ترتبط الهيمنة السلطوية بـوضع الشارع؛ فقد ردّت الطبيبة على وضع الشارع بمجرّد عيشها بمفردها كامرأة عزباء. ويشرح موسوي (2020) أنَّ وضع الشارع يتغيّر باستمرار؛ ولا بداية أو نهاية واضحتَيْن له (6). وعلى نحو مماثل نوعًا ما، لا ينحصر وضع الشارع في إطارٍ جغرافي محدود (مثل الشارع). فهو قائم في جميع الأماكن العامّة ويشملها كافّةً، ويتجسّد أو يدخل حيّز التنفيذ عندما «تردّ» المرأة عليه، وعندما يصبح مجرّد حضورها وتحدّيها فاضحَيْن جدًا.
وفقًا للقانون المصري، يجوز للمرأة أن تستأجر أو تملك الشقق، أو تعيش بمفردها، أو تستضيف رجالًا لا تربطها بهم صلة قرابة. لم تنتهك الطبيبة القانون المصري؛ بل انتهكت القواعد الأخلاقية المجتمعية المعيارية والجندرية. من أجل الحفاظ على عفّة المرأة الجنسية، وهذا مرادف لشرفها وشرف عائلتها، يجب على معظم النساء في مصر أن يمارسن الجنس داخل إطار الزواج فقط لا غير، بغضّ النظر عن الدين والطبقة الاجتماعية. وعيشُ المرأة بمفردها هو عملٌ يُثير الشبهات حول نشاطها الجنسي وما يترتّب على ذلك من تشويهٍ لشرفها ولسمعة عائلتها والحيّ الذي تسكن فيه. وفي حين تُلقى مسؤولية الحفاظ على هذا الشرف على كاهل المرأة، يتولّى الرجال مسؤولية حماية هذا الشرف من خلال التحكُّم بقريباتهم (ضمن دائرة العائلة المباشرة بالإجمال)، وقد يصل بهم الأمر أحيانًا إلى قتلهنّ بسبب «سوء سلوك جنسي فعلي أو متصوّر»، في إطار جريمة أُطلقت عليها تسمية «جريمة الشرف» (مقدم 2003، 122-123). في الواقع، يتواطأ القانون في هذه الحالة: يجوز للقضاة في مصر تخفيف العقوبة في حال ثبت أنَّ القضية مرتبطة بالشرف (خفاجي 2005). وصفت معظم التغطية الإعلامية مقتل الطبيبة بجريمة شرف، ولو اختلفت طبيعتها (عثمان 2021): فالحالات التي يقتل فيها الرجال (أو يتسبّبون بوفاة) نساء لا تربطهم بهنّ صلة قرابة بسبب «سوء السلوك الجنسي» ليست شائعة أو على الأقلّ ليست معروفة على نطاقٍ واسع. وهذا يجعل من قضية الطبيبة رمزًا لـوضع الشارع.
يا له من واقعٍ فوضوي، وغير متوقّع، ومختلّ، أن يخلع بابك مواطنون لا تربطك بهم صلة قرابة ويقصدون أذيتك لأنَّهم لا يوافقون على ما تفعله في منزلك ولأنَّ ما تفعله يُثير لديهم شعورًا بالإهانة. أصابت مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، وطاهر حسن، أحد الرجال الذين علّقوا على الخبر على صفحة صحيفة المصري اليوم على فيسبوك، عندما وصفا ما حدث بالبلطجة. وفقًا لقاموس أكسفورد الإنجليزي (Oxford English Dictionary)، تعني كلمة البلطجة «السلوك العنيف، وبخاصّة الإجرامي بطبيعته». وبالعربية، تعني كلمة البلطجة «حالةً من الفوضى والتخريب والخروج عن القانون» (Almaany.com). وكما يوضح التعريف العربي، ووفقًا لمعلوماتي كمواطنة مصرية، قد تتّخذ البلطجة طابعًا عنيفًا، ولكنَّها ليست بالضرورة عنيفة. فحتّى لو طرق الجُناة باب الطبيبة وطلبوا من ضيفها المغادرة، فهذا العمل يندرج في إطار البلطجة. تُمارَس البلطجة من قِبَل أشخاص يأخذون زمام المبادرة ويقرّرون بأنفسهم تولّي المسؤولية. وتؤدّي البلطجة التي يمارسونها إلى إثارة الفوضى بقدر ما تنجم عن الفوضى أو تتفرّع منها. بالتالي، تعمل البلطجة ضمن إطار وضع الشارع وتُشكِّل جزءًا لا يتجزّأ منه. في ظلّ وضع الشارع، يحصل كلّ شيء ومن الممكن أن يحدث أيّ شيء وفي أيّ وقت. وتسمح فوضى الشارع لحُماة النظام السلطوي الذين يحظون في الأساس بتفويضٍ من المجتمع، بتولّي السلطة على حياة المرأة وأفعالها. وهذا يُتيح نوعًا من البلطجة التي لا ترتبط بعصابات الشوارع ومعاركها، بل تقوم على مراقبة النساء ومعاقبتهنّ فجأةً بما يتماشى مع منطق وضع الشارع.
لا أعرف كيف أو لماذا قرّرت الطبيبة العيش بمفردها، وما إذا كانت عائلتها تدعم هذا القرار. ما أعرفه من تجربتي الخاصّة هو أنَّه على غرار النساء اللواتي يستخدمن أساليب غريبة للتفاوض بشأن وجودهنّ في الشارع، تستخدم معظم النساء العازبات اللواتي يرغبن في العيش بمفردهنّ، أو في مكانٍ منفصل عن الأهل، أساليب غريبة للتفاوض بشأن التحكُّم السلطوي الذي يُحدِّد مَن يمكنه العيش بمفرده وفي ظلّ أيّ ظروف. علمتُ من امرأةٍ من القاهرة أجريت معها مقابلة في عام 2017 أنَّ بعض النساء اللواتي يرغبن في استئجار شقّة بمفردهنّ يستخدمن كلمة سرّ مع سماسرة العقارات: شقّة حرّيات.[4] وتدفع هؤلاء النساء مبلغًا إضافيًا للعيش في شقّة حيث لا يتدخّل البوّاب والجيران والمالك في حياتهنّ. فيُمارس حُماة النظام السلطوي هؤلاء شكلاً آخر من أشكال البلطجة، إذ يستغلّون رغبة هؤلاء النساء في العيش بمفردهنّ، ويطلبون رشوةً لغضّ الطرف عمّا يعتبرونه وضعًا معيشيًا فاضحًا وغير تقليدي. أخبرتني امرأةٌ أخرى عن حالات متعدّدة لم تواجه فيها صعوبات كثيرة في استئجار شقّة في القاهرة لأنَّها ليست من القاهرة، فكان بالتالي سبب عدم إقامتها مع عائلتها مفهومًا. ومع ذلك، أبلغها البوّاب أو المالك عن ساعات معيّنة يجب أن تتقيّد بها، وأنَّه لا يحقّ لها استقبال الرجال. وكما يتّضح لنا من هذه الحالة وحالة الطبيبة، لا يضمن تأمين مكان للإقامة بانفراد أن تُترك النساء للعيش كما يحلو لهنّ. فحياتهنّ ليست مسألة خاصّة؛ بل هي مسألة عامّة تمامًا كواجهة الشقّة التي يعشن فيها.
هذا نوعٌ مختلف من التأبين - إنَّه تأبينٌ تحليلي. أنا حزينة على مريم والطبيبة. أنا حزينة على الحياة التي خسرتها كلٌّ منهما وسُلِبَت منهما. أنا حزينة أيضًا على (بعض) النساء المصريات اللواتي سُلبت/قُيِّدت/رُفضت حرّيتهنّ بالتنقّل، والوجود والعيش كما يحلو لهنّ، والظهور البارز في الأماكن العامّة. أنا حزينة على الوضع الراهن في الحيِّز العام. وأُفكّر في احتمال ألّا يُشكِّل وضع الشارع حالة الحيِّز العام في القاهرة، وألّا تُعَدّ الفوضى سمته الرئيسية وميزته الدائمة. لا أدري. وُلدت وترعرعت في القاهرة، هذه المدينة التي تزداد حجمًا وازدحامًا وفوضى؛ لقد أصبحت الفوضى أكثر انتشارًا وباتت جزءًا من جوهر المدينة. ومع ذلك، في تجربتي، ومن خلال بحثي، أُدرك أنَّ المرأة المصرية أصبحت أكثر تحدّيًا في شغلها للحيِّز العام. يتمحور هذا المقال حول مقتل مريم والطبيبة، ولكنَّه يتناول أيضًا سبب مقتلهما - لأنَّهما شغلتا مساحة لم تكن مخصّصة لهما ولأنَّهما ظهرتا/عاشتا بطرق غير مسموحة لهما. يؤدّي العيش في وضع الشارع ومحاولة الصمود فيه إلى اختلالٍ مستمرّ وتعطيلٍ دائم وعرقلة متواصلة لحياة المرأة المصرية وروتينها. إلَّا أنَّ مريم والطبيبة، وغيرهما من النساء اللواتي يتصرّفن ويعشن مثلهما، يذكّراننا ويثبتان لنا أنَّ المرأة المصرية تتصدّى لـوضع الشارع بقدر ما يعرقل هذا الأخير حياتَها.
المراجع
عبد الحميد، أشرف. 2020. «مصر: الحكم بإعدام قتلة فتاة المعادي دهسًا وسحلًا.» العربية، 25 تشرين الثاني/نوفمبر، 2020. تمّ الاطّلاع عليه في 30 آذار/مارس، 2021. https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/egypt/2020/11/25/%D9%85%D8%B...7-
AlMaany.com. التاريخ غير مُحدَّد. تمّ الاطّلاع عليه في 30 آذار/مارس، 2021. https://www.almaany.com/ar/dict/arar/%D8%A8%D9%84%D8%B7%D8%AC%D8%A9/
بي بي سي العربية. 2020. «فتاة المعادي: مقتل مريم يصدم الرأي العام ويُثير تساؤلات حول سلامة النساء في مصر.» 15 تشرين الأوّل/أكتوبر، 2020. تمّ الاطّلاع عليه في 15 آذار/مارس، 2021. https://www.bbc.com/arabic/trending-54556907
بورك، ديفيد. «توقيف ثلاثة رجال بعد سقوط طبيبة ومصرعها في جريمة قتل مشتبه بها بدافع الشرف.» (Three Men Arrested as Doctor Falls to her Death in Suspected Honour Killing) ميرور، 24 آذار/مارس، 2021. تمّ الاطّلاع عليه في 3 نسيان/أبريل، 2021. https://www.mirror.co.uk/news/world-news/three-men-arrested-doctor-falls-23785175
دبش، حمدي وابراهيم قراعة. 2021. «تفاصيل مصرع طبيبة السلام : المتّهمون كسروا باب شقّتها واتّهموها بممارسة الرذيلة.» المصري اليوم، 13 آذار/مارس، 2021. تمّ الاطّلاع عليه في 3 نيسان/أبريل، 2021. https://www.almasryalyoum.com/news/details/2281314
كانديوتي، دنيز. 1988. «التفاوض مع النظام السلطوي» (Bargaining with Patriarchy). النوع الاجتماعي والمجتمع (Gender and Society)2(3): 274-290.
إيجيبت إندبندنت. 2020. «محكمة القاهرة تحكم على قتلة امرأة المعادي بالإعدام.» (Cairo Court Sentences Killers of Maadi Woman to Death) 30 كانون الأوّل/ديسمبر، 2020. تمّ الاطّلاع عليه في 30 آذار/مارس، 2021. https://egyptindependent.com/cairo-court-sentences-killers-of-maadi-woman-to-death/#:~:text=In%20its%20final%20verdict%20the,One%20other%20defendant%20was%20acquitted.
إيجيبشن ستريتس أ. 2020. «مقتل امرأة مصرية بعد جرّها بالسيّارة.» (Egyptian Woman Killed after being Dragged by Car) إيجيبشن ستريتس، 14 تشرين الأوّل/أكتوبر، 2020. تمّ الاطّلاع عليه في 30 آذار/مارس، 2021. https://egyptianstreets.com/2020/10/14/egyptian-woman-killed-after-being.../
إيجيبشن ستريتس ب. 2020. «الحكم على رجلَيْن بالإعدام لقتلهما مريم البالغة من العمر 24 عامًا في حيّ المعادي في مصر.» (Two Sentenced to Death for Killing 24-year-old Maryam in Egypt’s Maadi) إيجيبشن ستريتس، 26 تشرين الثاني/نوفمبر، 2020. تمّ الاطّلاع عليه في 30 آذار/مارس، 2021. https://egyptianstreets.com/2020/11/26/two-sentenced-to-death-for-killin.../
إيجيبشن ستريتس. 2021. «المجلس القومي للمرأة يدين مقتل امرأة مصرية على يد مالك المبنى الذي تقطنه على خلفية زيارة رجل لها.» (NCW Condemns the Murder of an Egyptian Woman at the Hands of her Landlord over Male Visitor) 13 آذار/مارس، 2021. تمّ الاطّلاع عليه في 3 نيسان/أبريل، 2021. https://egyptianstreets.com/2021/03/13/ncw-condemns-the-murder-of-an-egy.../
هوكس، بيل. 1989. الردّ: التفكير على الطريقة النسوية، التفكير على طريقة السود (Talking Back: Thinking Feminist, Thinking Black). نيويورك: راوتلدج.
خفاجي، فاطمة. 2005. العنف ضدّ المرأة: الممارسات السليمة في مكافحة العنف ضدّ المرأة والقضاء عليه: جرائم الشرف في مصر. (Violence against Women: Good practices in combating and eliminating violence against women: Honour killing in Egypt) الأمم المتّحدة - شعبة النهوض بالمرأة، فيينا، النمسا.
المرنيسي، فاطمة. 2003. ما وراء الحجاب: الديناميات بين الذكر والأنثى في المجتمع المسلم. (Beyond the Veil: Male-female Dynamics in Muslim Society) لندن: دار الساقي.
موسوي، غسّان. 2020. المواقف المعطِّلة: الاستشراق الفركتالي واستراتيجيات الغرابة في بيروت (Disruptive Situations: Fractal Orientalism and Queer Strategies in Beirut). بيتسبرغ: منشورات جامعة تمبل.
عثمان، ندّى. 2020. «غضب بعد إقدام مجموعة من الرجال على التحرّش بامرأة مصرية ودهسها.» (Outcry over Egyptian Woman Harassed and Run Over by a Group of Men) ميدل إيست آي، 15 تشرين الأوّل/أكتوبر، 2020. تمّ الاطّلاع عليه في 3 نيسان/أبريل، 2021. https://www.middleeasteye.net/news/egypt-woman-killed-harassed-triggers-outcry
Nehal Elmeligy is a PhD student at the Department of Sociology minoring in Gender and Women’s Studies at the University of Illinois at Urbana-Champaign, USA. She earned her MA in Women’s, Gender, and Sexuality Studies at the University of Cincinnati, Ohio, USA. Her publication, based on her MA research, entitled Making a Scene: Young Women’s Feminist Social Nonmovement in Cairo is published in the Journal of Resistance Studies. You will also find a future publication of hers in Gender and Society in February 2022 entitled Airing Egypt’s Dirty Laundry: BuSSy’s Storytelling as Feminist Social Change. In her dissertation fieldwork in Egypt in 2022, she plans conduct qualitative research to investigate the developing feminist counterpublic on social media, and its connections to material, everyday life.
Twitter: https://twitter.com/ElmeligyNehal
Facebook: https://www.facebook.com/nehal.elmeligy