You are here
Yehia kills his 80 year-old mother
"تستلقي على السرير تنتظر عودته، فدخل عليها حاملاً سكيناً، وبدأ طعنها، ذبحها من الوريد إلى الوريد، وحين همّ ابن أخيه لإنقاذها طعنه هو الآخر، لم يكن يدري ما يفعل. وحين استيقظ مما هو فيه، وأدرك ما اقترفه، حاول الانتحار فرمى بنفسه من شرفة منزله في الطبقة الثانية، لم يمت، وقف وبدأ يصرخ "قتلت أمي أنا قتلت أمي، يا ناس استفيقوا انا قتلتها، اقتلوني".
هي لحظة تخلٍّ دفعت يحيى البلشة إلى طعن أمه التي حملته على يديها وأمسكت بيده كي تعلمه السير والكتابة ومواجهة الحياة، من دون أن تتوقع ولو للحظة أن يحمل في هذه اليد سكيناً ويبدأ طعنها، وهي طريحة الفراش لا تقوى على المواجهة.
في كامب طراد في برج حمود، سكن يحيى ووالدته وابن شقيقه، في منزل صغير داخل مبنى من الطراز القديم، عاش الثلاثة في جو من الحب والدفء الكبير، قبل ان يحوّل إعصارُ غضب يحيى المكان الى دماء تسيل في كل مكان.
ما الذي حصل؟
الحاجة فاطمة نعيم، ابنة الثمانين عاماً سلمت الحياة على يد ابنها، سبع عشرة طعنة من حبيب ورفيق وابن كان هو الحافظ الأمين لها، يطعمها ويغسلها ويسهر على راحتها، كونها عاجزة عن الحركة منذ اكثر من عامين، لكن ما الذي حصل ودفعه إلى ارتكاب هذه الجريمة، سؤال كبير يطرحه جميع من عرفه.
"النهار" قصدت الحي الشعبي الذي ترعرعت فيه عائلة آل بلشة، شبه هدوء يعمّ المكان الذي تتلاصق أبنيته الى درجة التلاحم، تماماً كالجيران الذين يبدون تلاحمهم وتعاطفهم مع بعضهم ومع ابن جيرانهم، فحتى لو ارتكب جريمة هم يبحثون عن اعذار له. صوت الآيات القرآنية يدل قاصده الى منزل يحيى حيث العزاء، بعض من نساء ورجال يجلسون في غرفة الجلوس. شقيقه علي رفض الحديث قبل ان تُبيّن نتائج التحقيق الدوافع وراء الجريمة مؤكداً ان "يحيى كان خارج المنزل في تلك الليلة، عاد راكضاً وهو يصرخ "ساعدوني هناك مجموعة من الشباب تلاحقني، تريد قتلي، ليرتكب بعدها جريمته". وأضاف: "كان حنوناً على والدته وهو من ربى ابن شقيقه، يجب معرفة ما حصل معه في الخارج لانه السبب وراء ما اقترفه داخل المنزل". "