You are here
Fairuz constantly beaten by her husband
"باتت فيروز اليوم على قارعة الطريق، لا تعرف إلى من تلتجئ وبمن تستعين. لا مال لديها ولا عمل، وقبل أربعين يوماً حاولت الانتحار، إلا أن جيرانها في الحي القديم من زغرتا أنقذوها في اللحظات الأخيرة.
هي قصة من قصص النساء المعنفات اللواتي لا تظهر معاناتهن إلا بعد أن يطرق الموت أبوابهن، ففيروز السورية التي انتقلت للعيش مع زوجها في لبنان، لطالما عضت على جرحها وتحملت الضرب شبه اليومي الذي أدى إلى إجهاضها ثلاث مرات متتالية، إلا ان قدرتها على الاحتمال استنفدت فأقدمت قبل نحو أربعين يوماً على شرب «الديمول» بهدف وضع حد للعذاب الدائم الذي تعيشه.
تقول فيروز إنها تعيش هذه المعاناة منذ نحو ثلاث سنوات وانها تتعرض للضرب القاسي مرة على الأقل أسبوعياً، فزوجها يعود في ساعة متأخرة إلى المنزل وهو في حال سكر فيبدأ بالصراخ والصفع ثم يشدها بشعرها وصولاً إلى ركلها ورميها بما أمامه من أدوات. وتذكر أنه لم يكن، في السابق، على هذه الحال، إلا أنه منذ ترك عمله في معمل توضيب الفاكهة وقرر شراء سيارة نقل بدأ يتغير شيئاً فشيئاً. ورويدا رويدا باتت تشعر بأنه ليس الرجل الذي احبته قبل عشر سنوات وأنه بات عنيفاً، وقد توقف عن العمل واكتفى بما تتقاضاه هي من عملها في معمل الألبان والأجبان من أجل دفع إيجار المنزل وتأمين معيشة الأولاد.
تؤكد فيروز أنها لا تتعب من العمل وهي توافق على إعالة أسرتها بنفسها، لكن لا يمكنها أن تأكل «قتلة» كل يوم وان قدرتها على التحمل استنفدت.
أكثر من مرة غادرت فيروز المنزل إلا انها كانت تعود من اجل الاولاد وبعد أن يغدق عليها «أبو علاء» الوعود بأنه لن يمد يده عليها أبداً، وسيعود إلى العمل. إلا ان شيئاً من ذلك لم يطبق، حتى أنه بدأ يتطاول على أولاده بالضرب والركل والتخويف، ما دفعها إلى اللجوء إلى عائلتها التي تدخلت لإصلاح الأمور فجاء شقيقها إلى لبنان لكن من دون جدوى، ولم يتمكن من إقناع صهره بترك المشروب والعودة إلى العمل، ولم يتمكن من إقناع فيروز بترك زوجها والعودة معه إلى سوريا لأنها ترفض أن تترك أولادها الاربعة الصغار.
لا يتمكن الجيران من تعداد الليالي التي هرعوا فيها إلى منزل فيروز لانتشالها من بين يديه، كانوا يأخذونها إلى أحد منازلهم لتضميد جراحها، ولطالما توقعوا أنهم سيجدونها جثة هامدة جراء ضرباته، إلا انهم لم يتوقعوا أنها قد تقوم بخطوة خطيرة وتقدم على الانتحار".