٨ كانون الأوّل/ديسمبر ١٩٩٢: إنشاء الصندوق الوطني للتضامن (Fond de Solidarité Nationale -FSN)
بعد زيارات الرئيس بن علي غير المتوقّعة للمناطق النائية والأحياء المحرومة في البلد (ما يُسمّى بـ"مناطق الظلّ" وفقًا للخطاب الرسمي للنظام)، تمّ إنشاء صندوق خزينة خاصّ لمكافحة الفقر. تمثّلت الأهداف الرسمية للصندوق في القضاء على عزلة هذه المناطق من خلال تحسين ظروف المعيشة لسكّانها، وذلك عبر تمويل مشاريع مُدِرَّة للدخل وتطوير البنى التحتية للمياه والكهرباء (هيبو ٢٠٠٦). جاءَ في القانون رقم ٩٢-١٢٢، الصادر في تاريخ ٢٩ كانون الأوّل/ديسمبر ١٩٩٢، أنَّ رئيس الدولة هو مَنْ يُقرِّر التدخّلات المتنوّعة، وبالتالي فهي ليست خاضعة لأيّ رقابة برلمانيّة. واستُكمل الصندوق الوطني للتضامن آنذاك عبر البنك التونسي للتضامن (Banque Tunisienne de Solidarité-BTS) الذي أُنشئ في عام ١٩٩٨ لتمويل مشاريع التضامن التي تقودها الدولة. كان هذا الصندوق يتلقّى التمويل جزئيًا من تبرُّعات المواطنين/ات التونسيين/ات والشركات التي تديرها الخلايا المحلّية للحزب الحاكم (حزب التجمُّع الدستوري الديمقراطي (DCR) بقيادة بن علي)، وكان بمثابة ضريبة تضامن إلزامية. واستعمل نظام بن علي المركزي هذا البرنامج كأداةٍ لتشديد سيطرته على الشعب، من خلال توجيه ممارسات الأعمال الخيرية (هيبو ٢٠١٥).