٢٩ كانون الأوّل/ديسمبر ١٩٨٣- ٦ كانون الثاني/يناير ١٩٨٤: اندلاع "انتفاضة الخبز"

Thursday, December 29, 1983 to Friday, January 6, 1984

اندلعت احتجاجات شعبية جرّاء إصدار الحكومة قرارًا برفع الدعم، ممّا تسبّب بغلاء أسعار السلع الأساسية. وبدأت التحرّكات في المنطقة الجنوبية من تونس وسرعان ما توسّعت إلى بقية أنحاء البلد. تُشكِّل "انتفاضة الخبز" إحدى التبعات العنيفة وغالبًا المستهان بها لتطبيق خطط التكييف الهيكلي في تونس (دخلي ٢٠٢١)، وعادةً ما توصف بـالاحتجاجات "العفوية" و"العابرة" (والتن وسيدون ١٩٩٤) المرتبطة بالمعاناة المادّية والتي تُعبِّر عن الاحتياجات المادّية.

 

    • ٢٩ كانون الأوّل/ديسمبر ١٩٨٣: اندلاع "انتفاضة الخبز" احتجاجًا على رفع الدعم عن المنتجات الأساسية في جنوب تونس
في ٢٩ كانون الأوّل/ديسمبر من عام ١٩٨٣، بدأ الاحتجاج الشعبي في السوق الأسبوعي لمدينة دوز (جنوب تونس) بسبب ارتفاع أسعار المنتجات الأساسية. وبعد فترةٍ وجيزة، اندلعت احتجاجاتٌ حاشدة في بقية أنحاء البلد، ممّا أدّى إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والجيش. وفي الحصيلة الرسمية، سُجِّلَ مقتل ٨٤ شخصًا بالإضافة إلى حوالي ١٠٠٠ جريح. جاءت انتفاضة الخبز التونسية بعد قرار الحكومة برفع الدعم عن السلع الأساسية، وفقًا لتوصيات صندوق النقد الدولي وشروطه للحصول على التمويل. وبين عامَيْ ١٩٧٠ و١٩٨٠، اندلعت احتجاجاتٌ مماثلة في بلدان عربية عديدة، بعد إدخال إصلاحات نيوليبرالية أدّت إلى رفع الدعم عن المنتجات الأساسية أو تعليقه (دخلي ٢٠٢١).

    • ١ كانون الثاني/يناير عام ١٩٨٤: تضاعف سعر الخبز
بعد رفع الدعم عن السلع الأساسية، تضاعفَ سعرُ الخبز في ١ كانون الثاني/يناير ١٩٨٤، فاستمرّت الاحتجاجات في مدينة دوز. وتمّ تسجيل الإصابة الأولى خلال الاشتباكات بين القوى الأمنية والمحتجّين: أصبح بلقاسم بلعايد، البالغ من العمر سبعة عشر عامًا، الضحية الأولى لانتفاضة الخبز التي توسَّعَت فيما بعد لتنتشر على الصعيد الوطني (دخلي ٢٠٢١).

    • ٣ كانون الثاني/يناير ١٩٨٤: انتشار "انتفاضة الخبز" الجنوبية في مختلف أنحاء البلد
في ٣ كانون الثاني/يناير ١٩٨٤، انتشرَت انتفاضة الخبز على الصعيد الوطني، بعد أن كانت محصورة في المناطق الجنوبية التونسية بالدرجة الأولى. في تونس الكبرى، برزت في المقام الأوّل التحرُّكات التي شملت شبابًا/شابّاتٍ وطلّابًا/طالبات من المناطق الشعبية. وفي الأيّام  التي تبعت، قتلت عناصر قوى الأمن عشرات الأشخاص واعتقلت مئات المحتجّين. كما فرضَ الرئيس بورقيبة إجراءات حظر التجوُّل وشدَّدَ التدابير الأمنية التي رُفِعَت بعد انتهاء الاحتجاجات في ٦ كانون الثاني/يناير ١٩٨٤. وفي الأشهر اللاحقة، تعرَّضَ المُعتقَلون للتعذيب وحُكِمَ عليهم بالسجن لفترات طويلة (دخلي ٢٠٢١).